الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٱكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

قوله عز وجل: { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ }:

والغمام: هو ما غَمَّ السماء، فغطَّاها من سحاب وقتام، وكلُّ مُغَطٍّ فهُو غمام، ومنه: غُمَّ الهلال، أي غطاه الغَيْمُ.

وفي الغمام الذي ظلله الله عليهم تأويلان:

أحدهما: أنه السحابة، وهو قول ابن عباس.

والثاني: أنه الذي أتى الملائكة في يوم بدر، مثل قوله تعالى:هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ منَ الْغَمَامِ } [البقرة: 210] وهذا قول مجاهد.

قوله عز وجل: { وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ والسَّلْوَى } فيه سبعة أقاويل:

أحدها: أن المنَّ ما سقط على الشجر فيأكله الناس، وهو قول ابن عباس.

والثاني: أن المنَّ صمغة، وهو قول مجاهد.

والثالث: أن المنَّ شرابٌ، كان ينزل عليهم يشربونه بعد مزجِهِ بالماء، وهو قول الربيع بن أنس.

والرابع: أن المنَّ عسل، كان ينزل عليهم، وهو قول ابن زيدٍ.

والخامس: أن المن الخبز الرقاق، هو قول وهب.

والسادس: أنه الزنجبيل، وهو قول السدي.

والسابع: أنه الترنجين.

وفي السلوى قولان:

أحدهما: أنه السماني.

والثاني: أنه طائر يشبه السماني كانت تحشره عليهم الريح الجنوب، وهذا قول ابن عباس، واشتقاقه من السلو، كأنَّه مُسَلِّي عن غيره.

قال ابن جريج: كان الرجل منهم إن أخذ من المنِّ والسلوى زيادة على طعام يوم واحدٍ فسد، إلا يومَ الجمعة، فإنهم كانوا إذا أخذوا طعامَ يومَيْنِ لم يفسد.

وفي قوله عز وجل: { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } ثلاثة تأويلاتٍ:

أحدها: الشَّهيَّات اللذيذة.

والثاني: أنه الحلال.

والثالث: أنها المباح.