الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

قوله عز وجل: {... حَتَّى نَرى اللهَ جَهْرَةً } فيه تأويلان: أحدهما: علانية، وهو قول ابن عباس.

والثاني: عياناً، وهو قول قتادة.

وأصل الجهر الظهور، ومنه الجهر بالقراءة، إنما هو إظهارها، والمجاهرة بالمعاصي: المظاهرة بها.

{ فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ } يعني الموت، { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } ما نزل بكم من الموت.

قوله عز وجل: { ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ } يعني الذين ماتوا بالصاعقة، وهم السبعون الذين اختارهم موسى ليستمعوا مناجاة ربَّه له بعد أن تاب على من عبد العجل.

وفي قوله تعالى: { ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ } تأويلان:

أحدهما: أنه إحياؤهم بعد موتهم لاستكمال آجالهم، وهذا قول قتادة.

والثاني: أنهم بعد الإحياء سألوا أن يبعثوا أنبياء فبعثهم الله أنبياء، وهذا قول السُّدِّيِّ.

وأصل البعث الإرسال، وقيل: بل أصله: إثارة الشيء من محلِّه.