الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }

وقوله تعالى: { أُولئِكَ على هُدىً مِنْ رَبِّهُمْ } يعني بيان ورشد.

{ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: أنهم الفائزون السعداء، ومنه قول لبيد:

لَوْ أَنَّ حَيّاً مُدْرِكُ الْفَلاَحِ    أَدْرَكَهُ مُلاَعِبُ الرِّمَاحِ
والثاني: المقطوع لهم بالخير، لأن الفلح في كلامهم القطع، وكذلك قيل للأكار فلاح، لأنه يشق الأرض، وقد قال الشاعر:

لَقَدْ عَلِمتَ يا ابنَ أُمِّ صحصحْ    أن الحديدَ بالحديدِ يُفلحْ
واختلف فيمن أُرِيدَ بهم، على ثلاثة أوجه:

أحدها: المؤمنون بالغيب من العرب، والمؤمنون بما أنزل على محمد، وعلى من قبله من سائر الأنبياء من غير العرب.

والثاني: هم مؤمنو العرب وحدهم.

والثالث: جميع المؤمنين.