قوله عز وجلَّ: { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمُ } فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنهم كانوا يأمرون الناس بطاعة الله، وهم يَعْصُونَهُ، وهو قولُ السدي، وقتادة، لأنه قد يعبر بالبر عن الطاعة، قال الشاعِرُ:
لاَهُمَّ إِنَّ آلَ بَكْرٍ دُونَكَا
يَبرُّكَ النَّاسُ وَيَفْجُرُونَكَا
أي يُطِيعونك. والثاني: أنهم كانوا يأمرون الناس بالتمسك بكتاب ربهم ويتركونه بجحود ما فيه من نبوَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وهو قول ابن عباس. والثالث: أنهم كانوا يأمرون بالصدقة ويضنون بها.