الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَٱللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

قوله تعالى: { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَلَهُمْ في سَبِيلِ اللهِ } فيه تأويلان:

أحدهما: يعني في الجهاد، قاله ابن زيد.

والثاني: في أبواب البر كلها.

{ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِاْئَةُ حَبَّةٍ } ضرب الله ذلك مثلاً في أن النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف، وفي مضاعفة ذلك في غير ذلك من الطاعات قولان:

أحدهما: أن الحسنة في غير ذلك بعشرة أمثالها، قاله ابن زيد.

والثاني: يجوز مضاعفتها بسبعمائة ضعف، قاله الضحاك.

{ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ } يحتمل أمرين:

أحدهما: يضاعف هذه المضاعفة لمن يشاء.

والثاني: يضاعف الزيادة على ذلك لمن يشاء.

{ وَاللهُ وَسِعٌ عَلِيمٌ } فيه قولان:

أحدهما: واسع لا يَضِيق عن الزيادة، عليم بمن يستحقها، قاله ابن زيد.

والثاني: واسع الرحمة لا يَضِيق عن المضاعفة، عليم بما كان من النفقة.

ويحتمل تأويلاً ثالثاً: واسع القدرة، عليم بالمصلحة.