الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

قوله تعالى: { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ } يعني الجهاد.

{ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُم إِلى التَّهْلُكَةِ } وفي الباء قولان:

أحدهما: أنها زائدة، وتقديره ولا تلقوا أيديكم إلى التهلكة.

والقول الثاني: أنها غير زائدة أي ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة، والتهلكة والهلاك واحد.

وفي: { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُم إِلى التَّهْلُكَةِ } ستة تأويلات:

أحدها: أن تتركوا النفقة في سبيل الله تعالى، فتهلكوا بالإثم، وهذا قول بن عباس، وحذيفة.

والثاني: أي لا تخرجوا بغير زاد، فتهلكوا بالضعف، وهذا قول زيد ابن أسلم.

والثالث: أي تيأسوا من المغفرة عند ارتكاب المعاصي، فلا تتوبوا، وهذا قول البراء بن عازب.

والرابع: أن تتركوا الجهاد في سبيل الله، فتهلكوا، وهذا قول أبي أيوب الأنصاري.

والخامس: أنها التقحم في القتال من غير نكاية في العدو، وهذا قول أبي القاسم البلخي.

والسادس: أنه عام محمول على جميع ذلك كله، وهو قول أبي جعفر الطبري.

ثم قال تعالى: { وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: أنه عنى به الإحسان في آداء الفرائض، وهو قول بعض الصحابة.

والثاني: وأحسنوا الظن بالقَدَرِ، وهو قول عكرمة.

والثالث: عُودُوا بالإحسان على مَنْ ليس بيده شيء، وهذا قول زيد بن أسلم.