الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِٱلسُّوۤءِ وَٱلْفَحْشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

قوله تعالى: { يَأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا في الأَرْضِ حَلَلاً طَيِّباً } قيل إنها نزلت في ثقيف وخزاعة وبني مدلج فيما حرموه على أنفسهم من الأنعام والزرع، فأباح لهم الله تعالى أكله وجعله لهم حلالاً طيباً.

{ وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } وهي جمع خطوة، واختلف أهل التفسير في المراد بها على أربعة أقاويل:

أحدها: أن خطوات الشيطان أعماله، وهو قول ابن عباس.

والثاني: أنها خطاياه وهو قول مجاهد.

والثالث: أنها طاعته، وهو قول السدي.

والرابع: أنها النذور في المعاصي.

{ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } أي ظاهر العداوة.

{ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالفَحْشَآءِ } قال السدي: السوء في هذا الموضع معاصي الله، سميت سوءاً لأنها تسوء صاحبها بسوء عواقبها.

وفي الفحشاء ها هنا ثلاثة أقاويل:

أحدها: الزنى.

والثاني: المعاصي.

والثالث: كل ما فيه الحد، سمي بذلك لفحش فعله وقبح مسموعه.

{ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } فيه قولان:

أحدهما: أن تحرموا على أنفسكم ما لم يحرمه الله عليكم.

والثاني: أن تجعلوا له شريكاً.