الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قوله تعالى: { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا } يعني ولكل أهل ملة من سائر الملل وجهة هو مولِّيها. وفيه قولان:

أحدهما: قبلة يستقبلونها، وهو قول ابن عباس وعطاء والسدي.

والثاني: يعني صلاة يصلونها، وهو قول قتادة.

وفي قوله تعالى: { هُوَ مُوَلِّيها } قولان:

أحدهما: أن أهل كل وجهة هم الذين يَتَوَلَّونَهَا ويستقبلونها.

والثاني: أن أهل كل وجهةٍ الله تعالى هو الذي يوليهم إليها ويأمرهم باستقبالها، وقد قرئ { هُوَ مَوْلاها } وهذا حسن يدل على الثاني من القولين.

{ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ } فيه تأويلان:

أحدهما: معناه فسارعوا إلى الأعمال الصالحة، وهو قول عبد الرحمن بن زيد.

والثاني: معناه: لا تُغلَبوا على قبلتكم بما تقول اليهود من أنكم إذا اتبعتم قبلتهم اتبعوكم، وهذا قول قتادة.

{... يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً } إلى الله مرجعكم جميعاً، يعني يوم القيامة.

{ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } يعني على إعادتكم إليه أحياء بعد الموت والبلى.