الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ }

قوله تعالى: { الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ } يعني اليهود والنصارى، أوتوا التوراة، والإنجيل.

{ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنآءَهُمُ } فيه قولان:

أحدهما: يعرفون أن تحويل القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة حق كما يعرفون أبناءهم.

والثاني: يعرفون الرسول وصدق رسالته كما يعرفون أبناءهم.

{ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ } يعني علماءَهم وخواصَّهمْ.

{ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ } فيه قولان:

أحدهما: أن الحق هو استقبال الكعبة.

والثاني: أن الحق محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول مجاهد وقتادة.

{ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: يعلمون أنه حق متبوع.

والثاني: يعلمون ما عليه من العقاب المستحق.

{ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } يعني استقبال الكعبة، لا ما أخبرتك به شهود من قبلتهم.

{ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } أي من الشاكِّين يقال: امترى فلان في كذا إذا اعترضه اليقين مَرَّةً، والشك أخرى، فدافع أحدهما بالآخر.

فإن قيل: أفكان شاكّاً حين نهى عنه؟ قيل: هذا وإن كان خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم فالمراد به غيره من أمته.