الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ }

قوله تعالى: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِم } يعني في هذه الأمة { رَسُولاً مِنْهُم } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، وقيل في قراءة أبيّ بن كعب { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِي آخِرِهِم رَسُولاً مِنْهُم }.

وقد روى خالد بن معدان: أن نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك، قال: " نَعَم، أَنَا دَعْوَةُ إبْرَاهِيمَ وَبُشْرَى عِيسَى ".

{ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِكَ } فيه تأويلان:

أحدهما: يقرأ عليهم حجتك.

والثاني: يبين لهم دينك.

{ ويُعَلِّمُهُم الْكِتَابَ } يعني القرآن.

{ وَالْحِكْمَة } فيها تأويلان:

أحدهما: أنها السنة، وهو قول قتادة.

والثاني: أنها المعرفة بالدين، والفقه فيه، والاتباع له، وهو قول ابن زيد.

{ وَيُزَكِّيهِم } فيه تأويلان:

أحدهما: معناه يطهرهم من الشرك بالله وعبادة الأوثان.

والثاني: يزكيهم بدينه إذا اتبعوه فيكونون به عند الله أزكياء.