الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } * { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } * { كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } * { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً }

قوله عز وجل: { أَفَرَءَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بَئَآياتِنَا... } اختلف فيمن نزلت هذه الآية فيه على قولين:

أحدهما: في العاص بن وائل السهمي، قاله جبار وابن عباس ومجاهد.

الثاني: في الوليد بن المغيرة، قاله الحسن.

{... مَالاً وَوَلَداً } قرأ حمزة والكسائي { ووُلْداً } بضم الواو، وقرأ الباقون بفتحها، فاختلف في ضمها وفتحها على وجهين:

أحدهما: أنهما لغتان معناهما واحد، يقال ولَدَ ووُلْد، وعَدَم وعُدْم، وقال الحارث ابن حلزة.

ولقد رأيت معاشراً   قد ثمَّروا مالاً ووُلْدا
والثاني: أن قيساً الوُلْد بالضم جميعاً، والولد بالفتح واحداً.

وفي قوله تعالى: { لأُتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } وجهان:

أحدهما: أنه أراد في الجنة استهزاء بما وعد الله على طاعته وعبادته، قاله الكلبي.

الثاني: أنه أراد في الدنيا، وهو قول الجمهور. وفيه وجهان محتملان:

أحدهما: إن أقمت على دين آبائي وعبادة ألهتي لأوتين مالاً وولداً.

الثاني: معناه لو كنت أقمت على باطل لما أوتيت مالاً وولداً.

{ أطَّلَعَ الْغَيْبَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: معناه أعلم الغيب أنه سيؤتيه على كفره مالاً وولداً.

الثاني: أعلم الغيب لما آتاه الله على كفره.

{ أمِ أتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَن عَهْداً } فيه وجهان:

أحدهما: يعني عملاً صالحاً قدمه، قاله قتادة.

الثاني: قولاً عهد به الله إليه، حكاه ابن عيسى.

قوله عز وجل: { وَنَرِثُه مَا يَقُولُ } فيه وجهان:

أحدهما: أن الله يسلبه ما أعطاه في الدنيا من مال وولد.

الثاني: يحرمه ما تمناه في الآخرة من من مال وولد.

{ وَيَأْتِينَا فَرْداً } فيه وجهان:

أحدهما: بلا مال ولا ولد.

الثاني: بلا ولي ولا ناصر.