الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }

قوله تعالى: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } فيه قولان:

أحدهما: أنه قول أهل الجنة: إننا لا ننزل موضعاً من الجنة إلا بأمر الله، قاله ابن بحر.

الثاني: أنه قول جبريل عليه السلام، لما ذكر أن جبريل أبطأ على النبي صلى الله عليه وسلم باثنتي عشرة ليلة، فلما جاءه قال: " غِبْتَ عَنِّي حَتَّى ظَنَّ المُشْرِكُونَ كلَّ ظَنٍ ". فنزلت { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ ربِّكَ }

ويحتمل وجهين:

أحدهما: إذا أُمِرْنَا نزلنا عليك.

الثاني: إذا أَمَرَكَ ربك نَزَّلَنا عليك الأمر على الوجه الأول متوجهاً إلى النزول، وعلى الثاني متوجهاً إلى التنزيل.

{ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا } فيه قولان:

أحدهما: { مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } من الآخرة، { وَمَا خَلْفَنَا } من الدنيا.

{ وَمَا بَيْنَ ذلِكَ } يعني ما بين النفختين، قاله قتادة.

والثاني: { مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } أي ما مضى أمامنا من الدنيا، { وَمَا خَلْفَنَا } ما يكون بعدنا من الدنيا والآخرة. { وَمَا بَيْن ذلِكَ } ما مضى من قبل وما يكون من بعد، قاله ابن جرير.

ويحتمل ثالثاً: { مَا بَيْنَ أَيْدِينَا }: السماء، { وَمَا خلْفَنَا }: الأرض. { وَمَا بَيْنَ ذلِكَ } ما بين السماء والأرض.

{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } فيه وجهان:

أحدهما: أي ما نسيك ربك.

الثاني: وما كان ربك ذا نسيان.

قوله عز وجل: {.... هَل تعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } فيه أربعة أوجه:

أحدها: يعني مِثْلاً وشبيهاً، قاله ابن عباس، ومجاهد، مأخوذ من المساماة.

الثاني: أنه لا أحد يسَمى بالله غيره، قاله قتادة، والكلبي.

الثالث: أنه لا يستحق أحد أن يسمى إلهاً غيره.

الرابع: هل تعلم له من ولد، قاله الضحاك، قال أبو طالب:

أمّا المسمى فأنت منه مكثر   لكنه ما للخلود سبيلُ