* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق
قال تعالى: {... لأَرْجُمَنَّكَ } فيه وجهان:
أحدهما: بالحجارة حتى تباعد عني، قاله الحسن.
الثاني: لأرجمنك بالذم باللسان والعيب بالقول، قاله الضحاك، والسدي، وابن جريج.
{ وَاهْجُرنِي مَلِيّاً } فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: دهراً طويلاً، قاله الحسن، ومجاهد، وابن جبير، والسدي، ومنه قول مهلهل.
فتصدعت صم الجبال لموته | | وبكت عليه المرملات ملياً |
الثاني: سوياً سليماً من عقوبتي، قاله ابن عباس، وقتادة، والضحاك، وعطاء.
الثالث: حيناً، قاله عكرمة.
قوله تعالى: { قَالَ سَلاَمٌ عَلَيكَ } هذا سلام إبراهيم على أبيه، وفيه وجهان:
أحدهما: أنه سلام توديع وهجر لمقامه على الكفر، قاله ابن بحر.
الثاني: وهو أظهر أنه سلام بر وإكرام، فقابل جفوة أبيه بالبر تأدية لحق الأبوة وشكراً لسالف التربية.
ثم قال: { سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي } وفيه وجهان:
أحدهما: سأستغفر لك إن تركت عبادة الأوثان.
الثاني: معناه سأدعوه لك بالهداية التي تقتضي الغفران. { إنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } فيه خمسة أوجه:
أحدها: مُقَرِّباً.
الثاني: مُكْرِماً.
الثالث: رحيماً، قاله مقاتل.
الرابع: عليماً، قاله الكلبي.
الخامس: متعهداً.