الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }

قوله تعالى: { ولقد صرَّفنا في هذا القرآن للناس من كلِّ مثَل } يحتمل وجهين:

أحدهما: ما ذكره لهم من العبر في القرون الخالية.

الثاني: ما أوضحه لهم من دلائل الربوبية، فيكون على الوجه الأول جزاء، وعلى الثاني بياناً.

{ وكان الإنسان أكثر شيءٍ جَدلاً } يحتمل وجهين:

أحدهما: عناداً، وهو مقتضى الوجه الأول.

الثاني: حجاجاً وهو مقتضى القول الثاني. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عليّ وفاطمة رضي الله عنهما وهما نائمان فقال: " الصلاة، ألا تصليان " فقال علي رضي الله عنه: إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثها بعثها، فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقولوكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } [الكهف: 54].