الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً } * { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً }

قوله عز وجل: {... وجعلنا بينهم موبقاً } فيه ستة أقاويل:

أحدها: مجلساً، قاله الربيع.

الثاني: مهلكاً، قاله ابن عباس وقتادة والضحاك، قال الشاعر:

استغفر الله أعمالي التي سلفت   من عثرةٍ إن تؤاخذني بها أبق
أي أهلك، ومثله قول زهير:

ومن يشتري حسن الثناء بماله   يصن عرضَه من كل شنعاء موبق
قال الفراء: جعل تواصلهم في الدنيا مهلكاً في الآخرة.

الثالث: موعداً، قاله أبو عبيدة.

الرابع: عداوة، قاله الحسن.

الخامس: أنه واد في جهنم، قاله أنس بن مالك.

السادس: أنه واد يفصل بين الجنة والنار، حكاه بعض المتأخرين.

قوله عز وجل: { ورأى المجرمون النّار } يحتمل وجهين:

أحدهما: أنهم عاينوا في المحشر.

الثاني: أنهم علموا بها عند العرض.

{ فظنُّوا أنهم مُواقعوها } فيه وجهان:

أحدهما: أنهم أمّلوا العفو قبل دخولها فلذلك ظنوا أنهم مواقعوها

الثاني: علموا أنهم مواقعوها لأنهم قد حصلوا في دار اليقين وقد يعبر عن العلم بالظن لأن الظن مقدمة العلم.

{ ولم يجدوا عنها مصرفاً } فيه وجهان:

أحدهما: ملجأ، قاله الكلبي.

الثاني: معدلاً ينصرفون إليه، قاله ابن قتيبة، ومنه قول أبي كبير الهذلي:

أزهير هل عن شيبةٍ من مصرِف   أم لا خلود لباذل متكلفِ
وفي المراد وجهان:

أحدهما: ولم يجد المشركون عن النار مصرفاً.

الثاني: ولم تجد الأصنام مصرفاً للنار عن المشركين.