الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً } * { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } * { هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً }

قوله عز وجل: { وأحيط بثمرِهِ } أي أهلك ماله، وهذا أول ما حقق الله به إنذار أخيه. { فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها } يحتمل وجهين:

أحدهما: يقلب كفيه ندماً على ما أنفق فيها وأسفاً على ما تلف.

الثاني: يقلب ملكه فلا يرى فيه عوض ما أنفق وهلك، لأن الملك قد يعبر عنه باليد، من قولهم في يده مال، أي في ملكه.

{ وهي خاويةٌ على عروشِها } أي منقلبة على عاليها فجمع عليه بين هلاك الأصل والثمر، وهذا من أعظم الجوائح مقابلة على بغيه.

قوله عز وجل: { ولم تكُنْ له فِئة ينصرونه منْ دونِ الله } فيه وجهان:

أحدهما: أن الفئة الجند، قاله الكلبي.

الثاني: العشيرة، قاله مجاهد.

{ وما كان منتصراً } فيه وجهان:

أحدهما: وما كان ممتنعاً، قاله قتادة.

الثاني: وما كان مسترداً بدل ما ذهب منه.

قال ابن عباس: هما الرجلان ذكرهما الله تعالى في سورة الصافات حيث يقول:

{ إني كان لي قرين } إلى قوله { في سواء الجحيم } وهذا مثل قيل إنه ضرب لسلمان وخباب وصهيب مع أشراف قريش من المشركين.

قوله تعالى: { هنالك الولاية لله الحق } يعني القيامة. وفيه أربعة أوجه:

أحدها: أنهم يتولون الله تعالى في القيامة فلا يبقى مؤمن لا كافر إلا تولاه، قاله الكلبي.

الثاني: أن الله تعالى يتولى جزاءهم، قاله مقاتل.

الثالث: أن الولاية مصدر الولاء فكأنهم جميعاً يعترفون بأن الله تعالى هو الوليّ قاله الأخفش.

الرابع: أن الولاية النصر، قاله اليزيدي.

وفي الفرق بين الولاية بفتح الواو وبين الولاية بكسرها وجهان:

أحدهما: أنها بفتح الواو: للخالق، وبكسرها: للمخلوقين، قاله أبو عبيدة.

الثاني: أنها بالفتح في الدين، وبكسرها في السلطان.