الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } * { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }

قوله عز وجل: { ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً } في قراءة ابن مسعود قالوا لبثوا في كهفهم. وفيه قولان:

أحدهما: أن هذا قول اليهود،وقيل بل نصارى نجران أنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً، فرد الله تعالى عليهم قولهم وقال لنبيه { قل الله أعلم بما لبثوا }

واتلقول الثاني: أن هذا إخبار من الله تعالى بهذا العدد عن مدة بقائهم في الكهف من حين دخلوه إلى ما ماتوا فيه.

{ وازدادوا تسعاً } هو ما بين السنين الشمسية والسنين القمرية.

{ قل الله أعلم بما لبثوا } فيه وجهان:

أحدهما: بما لبثوا بعد مدتهم إلى نزول القرآن فيهم.

الثاني: الله أعلم بما لبثوا في الكهف وهي المدة التي ذكرها عن اليهود إذ ذكروا زيادة ونقصاناً.

قوله عز وجل: {... أبصر به وأسمع } فيه تأويلان:

أحدهما: أن الله أبصر وأسمع، أي أبصر، بما قال وأسمع لما قالوا. الثاني: معناه أبصرهم وأسمعهم، ما قال الله فيهم.

{ ما لهم من دونه من وَليّ } فيه وجهان:

أحدهما: من ناصر.

الثاني: من مانع. { ولا يشرك في حكمه أحداً } فيه وجهان:

أحدهما: ولا يشرك في علم غيبه أحداً.

الثاني: أنه لم يجعل لأحد أن يحكم بغير حكمه فيصير شريكاً له في حكمه.