الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَئُوساً } * { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً }

قوله عز وجل: { وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه } يحتمل وجهين:

أحدهما: إذا أنعمنا عليه بالصحة والغنى أعرض ونأى وبعد من الخير.

الثاني: إذا أنعمنا عليه بالهداية أعرض عن السماع وبعُد من القبول وفي قوله { ونأى بجانبه } وجهان:

أحدهما: أعجب بنفسه، لأن المعجب نافر من الناس متباعد عنهم.

الثاني: تباعد من ربه.

{ وإذا مَسّهُ الشر كان يئوساً } يحتمل إياسه من الفرج إذا مسه الشر وجهين:

أحدهما: بجحوده وتكذيبه.

الثاني: بعلمه بمعصيته أنه معاقب على ذنبه.

وفي { الشر } ها هنا ثلاثة تأويلات:

أحدها: أنه الفقر، قاله قتادة.

الثاني: أنه السقم، قاله الكلبي.

الثالث: السيف، وهو محتمل.

قوله عز وجل: { قُلْ كلٌّ يعمل على شاكلته } في ستة تأويلات:

أحدها: على حِدّته، قاله مجاهد.

الثاني: على طبيعته، قاله ابن عباس.

الثالث: على بيته، قاله قتادة.

الرابع: على دينه، قاله ابن زيد.

الخامس: على عادته.

السادس: على أخلاقه.

{ فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً } فيه وجهان:

أحدهما: أحسن ديناً.

الثاني: أسرع قبولاً.