قوله عز وجل: { وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه } يحتمل وجهين: أحدهما: إذا أنعمنا عليه بالصحة والغنى أعرض ونأى وبعد من الخير. الثاني: إذا أنعمنا عليه بالهداية أعرض عن السماع وبعُد من القبول وفي قوله { ونأى بجانبه } وجهان: أحدهما: أعجب بنفسه، لأن المعجب نافر من الناس متباعد عنهم. الثاني: تباعد من ربه. { وإذا مَسّهُ الشر كان يئوساً } يحتمل إياسه من الفرج إذا مسه الشر وجهين: أحدهما: بجحوده وتكذيبه. الثاني: بعلمه بمعصيته أنه معاقب على ذنبه. وفي { الشر } ها هنا ثلاثة تأويلات: أحدها: أنه الفقر، قاله قتادة. الثاني: أنه السقم، قاله الكلبي. الثالث: السيف، وهو محتمل. قوله عز وجل: { قُلْ كلٌّ يعمل على شاكلته } في ستة تأويلات: أحدها: على حِدّته، قاله مجاهد. الثاني: على طبيعته، قاله ابن عباس. الثالث: على بيته، قاله قتادة. الرابع: على دينه، قاله ابن زيد. الخامس: على عادته. السادس: على أخلاقه. { فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً } فيه وجهان: أحدهما: أحسن ديناً. الثاني: أسرع قبولاً.