الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } * { وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً }

قوله عز وجل: { يوم ندعوا كل أناسٍ بإمامِهمْ } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: بنبيِّهم، قاله مجاهد.

الثاني: بكتابهم الذي أنزل عليهم أوامر الله ونواهيه، قاله ابن زيد.

الثالث: بدينهم، ويشبه أن يكون قول قتادة.

الرابع: يكتب أعمالهم التي عملوها في الدنيا من خير وشر، قاله ابن عباس.

الخامس: بمن كانوا يأتمرون به في الدنيا فيتبعونه في خير أو شر، أو على حق، أو باطل، وهو معنى قول أبو عبيدة.

قوله عز وجل: { ومن كان في هذه أعمى.. } يحتمل أربعة أوجه:

أحدها: من كان في الدنيا أعمى عن الطاعة { فهو في الآخرة أعمى } عن الثواب. الثاني: ومن كان في الدنيا أعمى عن الاعتبار { فهو في الآخرة أعمى } عن الاعتذار.

الثالث: ومن كان في الدنيا أعمى عن الحق { فهو في الآخرة أعمى } عن الجنة.

الرابع: ومن كان في تدبير دنياه أعمى فهو تدبير آخرته أعمى { وأضل سبيلاً }.