الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } * { وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } * { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً }

قوله عز وجل: { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: واستخف، وهذا قول الكلبي والفراء.

الثاني: واستجهل.

الثالث: واستذل من استطعت، قاله مجاهد.

{ بصوتك } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: أنه صوت الغناء واللهو، قاله مجاهد.

الثاني: أنه صوت المزمار، قاله الضحاك.

الثالث: بدعائك إلى معصية الله تعالى وطاعتك، قاله ابن عباس.

{ وأجلب عليهم بخيلك ورجَلِكِ } والجلب هو السوْق بجلبه من السائق، وفي المثل: إذا لم تغلب فأجلب.

وقوله { بخيلك ورجلك } أي بكل راكب وماشٍ في معاصي الله تعالى.

{ وشاركهم في الأموال والأولاد } أما مشاركتهم في الأموال ففيها أربعة أوجه:

أحدها: أنها الأموال التي أصابوها من غير حلها، قاله مجاهد.

الثاني: أنها الأموال التي أنفقوها في معاصي الله تعالى، قاله الحسن.

الثالث: ما كانوا يحرّمونه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، قاله ابن عباس.

الرابع: ما كانوا يذبحون لآلهتهم، قاله الضحاك.

وأما مشاركتهم في الأولاد ففيها أربعة أوجه:

أحدها: أنهم أولاد الزنى، قاله مجاهد.

الثاني: أنه قتل الموؤودة من أولادهم، قاله ابن عباس.

الثالث: أنه صبغة أولادهم في الكفر حتى هوّدوهم ونصّروهم، قاله قتادة. الرابع: أنه تسمية أولادهم عبيد آلهتهم كعبد شمس وعبد العزَّى وعبد اللات، رواه أبو صالح عن ابن عباس.