الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً }

قوله عز وجل: { مَن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } يعني لما يحصل له من ثواب طاعته.

{ ومَن ضلّ فإنما يضل عليها } يعني لما يحصل عليه من عقاب معصيته.

{ ولا تزر وازِرةٌ وزر أخرى } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لا يؤاخذ أحد بذنب غيره.

الثاني: لا يجوز لأحد أن يعصى لمعصية غيره.

الثالث: لا يأثم أحد بإثم غيره.

ويحتمل رابعاً: أن لا يتحمل أحد ذنب غيره ويسقط مأثمه عن فاعله.

{ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } فيه وجهان:

أحدهما: وما كنا معذبين على الشرائع الدينية حتى نبعث رسولاً مبيناً، وهذا قول من زعم أن العقل تقدم الشرع.

الثاني: وما كنا معذبين على شيء من المعاصي حتى نبعث رسولاً داعياً، وهذا قول من زعم أن العقل والشرع جاءا معاً.

وفي العذاب وجهان:

أحدهما: عذاب الآخرة.وهو ظاهر قول قتادة.

الثاني: عذاب بالاستئصال في الدنيا، وهو قول مقاتل.