الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً } * { ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }

قوله عز وجل: { وكل إنسان ألزمنا طائره في عنقه } فيه قولان:

أحدهما: ألزمناه عمله من خير أو شر مثل ما كانت العرب تقوله سوانح الطير وبوارحه، والسانح: الطائر يمر ذات اليمين وهو فأل خير، والبارح: الطائر يمر ذات الشمال وهو فأل شر، وأضيف إلى العنق.

الثاني: أن طائره حظه ونصيبه، من قول العرب: طار سهم فلان إذا خرج سهمه ونصيبه منه، قاله أبو عبيدة.

{ ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً } يعني كتاب طائره الذي في عنقه من خير أو شر.

ويحتمل نشر كتابه الذي يلقاه وجهين:

أحدهما: تعجيلاً للبشرى بالحسنة، والتوبيخ بالسيئة.

الثاني: إظهار عمله من خير أو شر.

{ اقرأ كتابك } يحتمل وجهين:

أحدهما: لما في قراءته من زيادة التقريع والتوبيخ.

والثاني: ليكون إقراره بقراءته على نفسه.

{ كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } فيه قولان:

أحدهما: يعني شاهداً.

والثاني: يعني حاكماً بعملك من خير أو شر. ولقد أنصفك من جعلك حسيباً على نفسك بعملك.