الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً }

قوله عز وجل: { وبالحق أنزلناه وبالحق نَزَل } يحتمل وجهين:

أحدهما: أن إنزاله حق.

الثاني: أن ما تضمنه من الأوامر والنواهي والوعد والوعيد حق.

{ وبالحق نزل } يحتمل وجهين:

أحدهما: وبوحينا نزل.

الثاني: على رسولنا نزل.

{ وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً } يعني مبشراً بالجنة لمن أطاع الله تعالى، ونذيراً بالنار لمن عصى الله تعالى.

قوله عز وجل: { وقرآناً فرقناه } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: فرقنا فيه بين الحق والباطل، قاله الحسن.

الثاني: فرّقناه بالتشديد وهي قراءة ابن عباس أي نزل مفرّقاً آية آية وهي كذلك في مصحف ابن مسعود وأُبيِّ بن كعب: فرقناه عليك.

الثالث: فصّلناه سُورَاً وآيات متميزة، قاله ابن بحر.

{ لتقرأه على الناس على مُكْثٍ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: يعني على تثبت وترسّل، وهو قول مجاهد.

الثاني: أنه كان ينزل منه شيء، ثم يمكثون بعد ما شاء الله، ثم ينزل شيء آخر.

الثالث: أن يمكث في قراءته عليهم مفرقاً شيئاً بعد شيء، قاله أبو مسلم.