الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ تَٱللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ } * { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } * { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

قوله عز وجل: { وإذا بُشِّر أحَدُهُم بالأنثى ظلَّ وجهُهُ مسودّاً وهو كظيمٌ } في قوله { مسودّاً } ثلاثة أوجه:

أحدها: مسود اللون، قاله الجمهور. الثاني: متغير اللون بسواد أو غيره، قاله مقاتل. الثالث: ان العرب تقول لكل من لقي مكروهاً قد اسودّ وجهه غماً وحزناً، قاله الزجاج.

ومنه: سَوَّدْت وجه فلان، إذا سُؤتَه.

{ وهو كظيم } فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أن الكظيم الحزين، قاله ابن عباس.

الثاني: أنه الذي يكظم غيظه فلا يظهر، قاله الأخفش.

الثالث: أنه المغموم الذي يطبق فاه فلا يتكلم من الفم، مأخوذ من الكظامة وهو سد فم القربة، قاله ابن عيسى.

{...أيمسكُهُ على هُونٍ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: هو الهوان بلغة قريش، قاله اليزيدي.

الثاني: هو القليل بلغة تميم، قاله الفراء.

الثالث: هو البلاء والمشقة، قاله الكسائي. قالت الخنساء:

نهينُ النفوس وهون النفو   س يوم الكريهة أبقى لها
{ أم يدُسُّهُ في التراب } فيه وجهان:

أحدهما: أنها الموءُودة التي تدس في التراب قتلاً لها.

الثاني: أنه محمول على إخفائه عن الناس حتى لا يعرفوه كالمدسوس في التراب لخفائه عن الأبصار. وهو محتمل.

قوله عز وجل: { للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء } يحتمل وجهين:

أحدهما: صفة السوء من الجهل والكفر.

الثاني: وصفهم الله تعالى بالسوء من الصاحبة والولد.

{ ولله المَثلُ الأعلى } فيه وجهان:

أحدهما: الصفة العليا بأنه خالق ورزاق وقادر ومُجازٍ. الثاني: الإخالص والتوحيد، قاله قتادة.