الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـٰهَيْنِ ٱثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلـٰهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } * { وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ } * { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } * { ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } * { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }

قوله تعالى: {... وله الدين واصباً }

في { الدين } ها هنا قولان:

أحدهما: أنه الإخلاص، قاله مجاهد.

الثاني: أنه الطاعة، قاله ابن بحر.

وفي قوله تعالى: { واصباً } أربعة تأويلات:

أحدها: واجباً، قاله ابن عباس.

الثاني: خالصاً، حكاه الفراء والكلبي.

الثالث: مُتعِباً، والوصب: التعب والإعياء، قال الشاعر:

لا يشتكي الساق مِن أين ولا وصَبٍ   ولا يزال أمام القوم يقتَفِرُ
الرابع: دائماً، قاله الحسن ومجاهد وقتادة والضحاك، ومنه قوله تعالىولهم عذاب واصب } [الصافات: 9] أي دائم، وقال الدؤلي:

لا أبتغي الحمد القليل بقاؤه   يوماً بذم الدهر أجمع واصبا
قوله عز وجل: {... ثم إذا مَسّكُم الضُّرُّ فإليه تجأرون }

في { الضر } ها هنا ثلاثة تأويلات:

أحدها: أنه القحط، قاله مقاتل.

الثاني: الفقر، قاله الكلبي.

الثالث: السقم، قاله ابن عباس.

{ فإليه تجأرون } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: تضجون، قاله ابن قتيبة.

الثاني: تستغيثون.

الثالث: تضرعون بالدعاء، وهو في اللغة الصياح مأخوذ من جؤار الثور وهو صياحه.