قوله عز وجل: { قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد } فيه قولان: أحدهما: أنه هدم بنيانهم من قواعدها وهي الأساس. الثاني: أنه مثل ضربه الله تعالى لاستئصالهم. { فخرّ عليهم السقف من فوقهم } فيه وجهان: أحدهما: فخرّ أعالي بيوتهم وهم تحتها، فلذلك قال { من فوقهم } وإن كنا نعلم أن السقف عال إلا أنه لا يكون فوقهم إذ لم يكونوا تحته، قاله قتادة. الثاني: يعني أن العذاب أتاهم من السماء التي هي فوقهم، قاله ابن عباس. وفي الذين خر عليهم السقف من فوقهم ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه النمرود بن كنعان وقومه حين أراد صعود السماء وبنى الصرح. فهدمه الله تعالى عليه، قاله ابن عباس وزيد بن أسلم. الثاني: أنه بختنصر وأصحابه، قاله بعض المفسرين. الثالث: يعني المقتسمين الذين ذكرهم الله تعالى في سورة الحجر، قاله الكلبي.