الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } * { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }

قوله عز وجل: { قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد } فيه قولان:

أحدهما: أنه هدم بنيانهم من قواعدها وهي الأساس.

الثاني: أنه مثل ضربه الله تعالى لاستئصالهم.

{ فخرّ عليهم السقف من فوقهم } فيه وجهان:

أحدهما: فخرّ أعالي بيوتهم وهم تحتها، فلذلك قال { من فوقهم } وإن كنا نعلم أن السقف عال إلا أنه لا يكون فوقهم إذ لم يكونوا تحته، قاله قتادة.

الثاني: يعني أن العذاب أتاهم من السماء التي هي فوقهم، قاله ابن عباس.

وفي الذين خر عليهم السقف من فوقهم ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه النمرود بن كنعان وقومه حين أراد صعود السماء وبنى الصرح. فهدمه الله تعالى عليه، قاله ابن عباس وزيد بن أسلم.

الثاني: أنه بختنصر وأصحابه، قاله بعض المفسرين.

الثالث: يعني المقتسمين الذين ذكرهم الله تعالى في سورة الحجر، قاله الكلبي.