الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

قوله تعالى: { أتى أمرُ الله فلا تستعجلوهُ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: أنه بمعنى سيأتي أمر الله تعالى.

الثاني: معناه دنا أمر الله تعالى.

الثالث: أنه مستعمل على حقيقة إتيانه في ثبوته واستقراره. وفي { أمر } أربعة أقاويل: أحدها: أنه إنذار رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله أبو مسلم.

الثاني: أنه فرائضه وأحكامه، قاله الضحاك.

الثالث: أنه وعيد أهل الشرك ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قاله ابن جريج.

الرابع: أنه القيامة، وهو قول الكلبي. وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لما نزلت: { أتى أمر الله } رفعوا رؤوسهم فنزل { فلا تستعجلوه } أي فلا تستعجلوا وقوعه.

وحكى مقاتل بن سليمان أنه لما قرأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم { أتى أمر الله } نهض رسول الله خوفاً من حضورها حتى قرأ { فلا تستعجلوه }.

ويحتمل وجهين:

أحدهما: فلا تستعجلوا التكذيب فإنه لن يتأخر.

الثاني: فلا تستعجلوا أن يتقدم قبل وقته، فإنه لن يتقدم.