الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ } * { فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } * { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: { إنَّ في ذلك لآياتٍ للمتوسمين } فيه خمسة أوجه:

أحدها: للمتفرسين، قاله مجاهد. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " ثم تلا هذه الآية...

الثاني: للمعتبرين، قاله قتادة.

الثالث: للمتفكرين، قاله ابن زيد.

الرابع: للناظرين، قاله الضحاك. قال زهير بن أبي سلمى:

وفيهن ملهى للصديق ومنظر   أنيقٌ لعَيْنِ الناظر المتوسم
الخامس: للمبصرين، قاله أبو عبيدة. قال الحسن: هم الذين يتوسمون الأمور فيعلمون أن الذي أهلك قوم لوط قادر على أن يهلك الكفار، ومنه قول عبدالله بن رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم:

إني توسمت فيك الخير أعرِفُه   والله يعلم أني ثابت البصر
قوله عز وجل: { وإنها لبسبيل مقيم } فيه تأويلان:

أحدهما: لهلاك دائم، قاله ابن عباس.

الثاني: لبطريق معلم، قاله مجاهد. يعني بقوله { وإنما } أهل مدائن قوم لوط وأصحاب الأيكة قوم شعيب.