الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } * { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } * { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } * { قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } * { قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ } * { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ }

قوله عز وجل: { قالوا لا توجل } أي لا تخف، ومنه قول معن بن أوس:

لعمرك ما أدري وأني لأوجل   على أينا تعدو المنيةُ أوّلُ
{ إنّا نبشِّرك بغلامٍ عليم } أي بولد هو غلام في صغره، عليم في كبره، وهو إسحاق.

لقوله تعالى { فضحكت فبشرناها بإسحاق }.

وفي { عليم } تأويلان:

أحدهما: حليم، قاله مقاتل.

الثاني: عالم، قاله الجمهور.

فأجابهم عن هذه البشرى مستفهماً لها متعجباً منها { قال أبَشّرتموني على أن مسنيَ الكبر } أي علو السن عند الإياس من الولد.

{ فبم تبشرونَ } فيه وجهان:

أحدهما: أنه قال ذلك استفهاماً لهم، هل بشروه بأمر الله؟ ليكون أسكن لنفسه.

الثاني: أنه قال ذلك تعجباً من قولهم، قاله مجاهد.

{ قالوا بشرناك بالحقّ } أي بالصدق، إشارة منهم إلى أنه عن الله تعالى.

{ فلا تكن مِنَ القانطين } أي من الآيسين من الولد.