الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ } * { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } * { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } * { نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ }

قوله عز وجل: { ادخلوها بسلامٍ آمنين } في قوله { بسلام } ثلاثة أوجه:

أحدها: بسلامة من النار، قاله القاسم ابن يحيى.

الثاني: بسلامة تصحبكم من كل آفة، قاله علي بن عيسى.

الثالث: بتحية من الله لهم، وهو معنى قول الكلبي.

{ آمنين } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: آمنين من الخروج منها.

الثاني: آمنين من الموت.

الثالث: آمنين من الخوف والمرض.

قوله عز وجل: { ونزعنا ما في صدورهم مِنْ غِلٍّ } فيه وجهان:

أحدهما: نزعنا بالإسلام ما في صدورهم من غل الجاهلية، قاله علي بن الحسين.

الثاني: نزعنا في الآخرة ما في صدورهم من غل الدنيا، قاله الحسن، وقد رواه أبو سعيد الخدري مرفوعاً.

{ إخواناً عَلَى سُرُرٍ متقابلين } في السرر وجهان:

أحدهما: أنه جمع أسرة هم عليها.

الثاني: أنه جمع سرورهم فيه.

وفي { متقابلين } خمسة أوجه:

أحدها: متقابلين بالوجوه يرى بعضهم بعضاً فلا يصرف طرفه عنه تواصلاً وتحابياً، قاله مجاهد.

الثاني: متقابلين بالمحبة والمودة، لا يتفاضلون فيها ولا يختلفون، قاله علي بن عيسى.

الثالث: متقابلين في المنزلة لا يفضل بعضهم فيها على بعض لاتفاقهم على الطاعة واستهوائهم في الجزاء، قاله أبو بكر بن زياد.

الرابع: متقابلين في الزيارة والتواصل، قاله قتادة.

الخامس: متقابلين قد أقبلت عليهم الأزواج وأقبلوا عليهم بالود، حكاه القاسم.

قيل إن هذه الآية نزلت في العشرة من قريش. وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير منهم.

قوله عز وجل: { نَبِّىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم } سبب نزولها ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يضحكون، فقال: " تضحكون وبين أيديكم الجنة والنار " فشق ذلك عليهم، فأنزل الله تعالى: { نَبِّىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم }

.