الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } * { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } * { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } * { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ }

قوله عز وجل: { قال ربِّ بما أغوَيتني } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: بما أضللتني، قاله ابن عباس.

الثاني: بما خيبتني من رحمتك.

الثالث: بما نسبتني إلى الإغواء.

ويحتمل هذا من إبليس وجهين:

أحدهما: أنه يقوله على وجه القسم وتقديره: وحق إغوائك لي.

الثاني: أنه يقوله على وجه الجزاء، وتقديره لأجل إغوائك لي.

{ لأزينن لهم في الأرض } يحتمل وجهين:

أحدهما: لأزينن لهم فعل المعاصي.

الثاني: لأشغلنهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة. { ولأغوينهم أجمعين } أي لأضلنهم عن الهدى.

{ إلاّ عبادك منهم المخلصين } وهم الذين أخلصوا العبادة من فساد أو رياء حكى أبو ثمامة أن الحواريين سألوا عيسى عليه السلام عن المخلص للّه، فقال: الذي يعمل لله ولا يحب أن يحمده الناس.

قوله عز وجل: { قال هذا صراطٌ عليَّ مستقيم } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: معناه هذا صراط يستقيم بصاحبه حتى يهجم به على الجنة، قاله عمر رضي الله عنه.

الثاني: هذا صراط إليَّ مستقيم، قاله الحسن فتكون عليَّ بمعنى إليَّ.

الثالث: أنه وعيد وتهديد، ومعناه أن طريقه إليَّ ومرجعه عليَّ، كقول القائل لمن يهدده ويوعده: عليَّ طريقك، قاله مجاهد.

الرابع: معناه هذا صراط، عليّ استقامته بالبيان والبرهان. وقيل بالتوفيق والهداية. وقرأ الحسن وابن سيرين: { عليٌّ مستقيم } برفع الياء وتنوينها، ومعناه رفيع مستقيم، أي رفيع أن ينال، مستقيم أن يمال.