الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ } * { لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ }

قوله عز وجل: { ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون } فيه وجهان:

أحدهما: فظل هؤلاء المشركون يعرجون فيه، قاله الحسن وقتادة.

الثاني: فظلت الملائكة فيه يعرجون وهم يرونهم، قاله ابن عباس والضحاك.

قوله عز وجل: { لقالوا إنما سكرت أبصارنا } في { سكرت } قراءتان:

إحداهما بتشديد الكاف، والثانية بتخفيفها، وفي اختلافهما وجهان:

أحدهما: معناهما واحد، فعلى هذا ستة تأويلات:

أحدها: سُدّت، قاله الضحاك.

الثاني: عميت، قاله الكلبي.

الثالث: أخذت، قاله قتادة.

الرابع: خدعت، قاله جويبر.

الخامس: غشيت وغطيت، قاله أبو عمرو بن العلاء، ومنه قول الشاعر:

وطلعت شمسٌ عليها مغفر   وجَعَلَتْ عين الحرورو تسكر
السادس: معناه حبست، قاله مجاهد. ومنه قول أوس بن حجر:

فصرن على ليلة ساهرة   فليست بطلقٍ ولا ساكرة
والوجه الثاني: أن معنى سكرت بالتشديد والتخفيف مختلف، وفي اختلافهما وجهان:

أحدهما: أن معناه بالتخفيف سُحِرَتْ، وبالتشديد: أخذت.

الثاني: أنه بالتخفيف من سُكر الشراب، وبالتشديد مأخوذ من سكرت الماء.

{ بل نحن مسحورون } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أي سحرنا فلا نبصر.

الثاني: مضللون، حكاه ثعلب.

الثالث:مفسدون.