الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ }

قوله عز وجل: { ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أن الشيع الأمم، قاله ابن عباس وقتادة.

الثاني: أن الشيع جمع شيعة، والشيعة الفرقة المتآلفة المتفقة الكلمة، فكأن الشيع الفرق، ومنه قوله تعالىأو يلبسكم شيَعاً } [الأنعام:65] أي فرقاً، وأصله مأخوذ من الشياع وهو الحطب الصغار يوقد به الكبار، فهو عون النار.

الثالث: أن الشيع القبائل، قاله الكلبي.

قوله عز وجل: { كذلك نسلكه في قلوب المجرمين } فيه أربعة أوجه:

أحدها: كذلك نسلك الاستهزاء في قلوب المجرمين، وإن لم يعرفوا، قاله قتادة.

الثاني: كذلك نسلك التكذيب في قلوب المجرمين، قاله ابن جريج.

الثالث: كذلك نسلك القرآن في قلوب المجرمين، وإن لم يؤمنوا، قاله الحسن.

الرابع: كذلك إذا كذب به المجرمون نسلك في قلوبهم أن لا يؤمنوا به.

قوله عز وجل: { لا يؤمنون به } يحتمل وجهين:

أحدهما: بالقرآن أنه من عند الله.

الثاني: بالعذاب أن يأتيهم.

{ وقد خلت سنة الأولين } السنة: الطريقة، قال عمر بن أبي ربيعة:

لها من الريم عيناه وسُنّتُهُ   ونحرُه السابق المختال إذ صَهَلا
فيه وجهان:

أحدهما: قد خلت سنة الأولين بالعذاب لمن أقام على تكذيب الرسل.

الثاني: بأن لا يؤمنوا برسلهم إذا عاندوا.

ويحتمل ثالثاً: بأن منهم مؤمناً وكافراً.

كما يحتمل رابعاً: من أقام على الكفر بالمعجزات بعد مجيء ما طلب من الآيات.