الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤرَ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ } * { رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } * { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }

{ ألر تلك أياتُ الكتاب وقرآن مبينٍ } فيه تأويلان:

أحدهما: أن الكتاب هو القرآن، جمع له بين الاسمين.

الثاني: أن الكتاب هو التوراة والانجيل، ثم قرنها بالقرآن بالقرآن المبين. وفي المراد بالمبين ثلاثة أوجه:

أحدها: المبين إعجازه حتى لا يعارض.

الثاني: المبين الحق من الباطل حتى لا يشكلا.

الثالث: المبين الحلال من الحرام حتى لا يشتبها.

قوله عز وجل: { رُبما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } وفي زمان هذا التمني ثلاثة أقاويل:

أحدها: عند المعاينة في الدنيا حين يتبين لهم الهدى من الضلالة، قاله الضحاك.

الثاني: في القيامة إذا رأوا كرامة المؤمنين وذل الكافرين.

الثالث: إذا دخل المؤمن الجنة، والكافر النار.

وقال الحسن: إذا رأى المشركون المؤمنين وقد دخلوا الجنة وصاروا هم إلى النار تمنوا أنهم كانوا مسلمين.

وربما مستعملة في هذا الموضع للكثير، وإن كانت في الأصل موضوعة للتقليل، كما قال الشاعر:

ألا ربّما أهدت لك العينُ نظرة   قصاراك مِنْها أنها عنك لا تجدي
وقال بعضهم هي للتقليل أيضاً في هذا الموضع، لأنهم قالوا ذلك في بعض المواضع لا في كلها.