الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ } * { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } * { وَقَالَ مُوسَىۤ إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ }

قوله عز وجل: {... وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: نعمة من ربكم، قاله ابن عباس والحسن.

الثاني: شدة البلية، ذكره ابن عيسى.

الثالث: اختبار وامتحان، قاله ابن كامل.

قوله عز وجل: { وإذ تأذن ربُّكم } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: معناه وإذ سمع ربكم، قاله الضحاك.

الثاني: وإذا قال ربكم، قاله أبو مالك.

الثالث: معناه وإذ أعلمكم ربكم، ومنه الأذان لأنه إعلام، قال الشاعر:

فلم نشعر بضوء الصبح حتى   سَمِعْنا في مجالِسنا الأذينا
{ لئن شكرتم لأزيدنكم } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي، قاله الربيع.

الثاني: لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم من طاعتي، قاله الحسن وأبو صالح.

الثالث: لئن وحّدتم وأطعتم لأزيدنكم، قاله ابن عباس.

ويحتمل تأويلاً رابعاً: لئن آمنتم لأزيدنكم من نعيم الآخرة إلى نعيم الدنيا.

وسُئِل بعض الصلحاء على شكر الله تعالى، فقال: أن لا تتقوى بنِعَمِهِ على معاصيه. وحكي أنَّ داود عليه السلام قال: أي ربِّ كيف أشكرك وشكري لك نعمة مجددة منك عليّ؟ قال: " يا داود الآن شكرتني ".

{ ولئن كفرتم إن عذابي لشديدٌ } وعد الله تعالى بالزيادة على الشكر، وبالعذاب على الكفر.