الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ }

قوله عز وجل: { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصّلاة وينفقوا مما رزَقناهم سِرًّا وعلانية } فيه وجهان:

أحدهما: يعني بالسر ما خفي، وبالعلانية ما ظهر، وهو قول الأكثرين.

الثاني: أن السر التطوع، والعلانية الفرض، قاله القاسم بن يحيى.

ويحتمل وجهاً ثالثاً: أن السر الصدقات، والعلانية النفقات.

{ مِنْ قبل أن يأتي يومٌ، لا بَيْعٌ فيه ولا خلالٌ } فيه تأويلان:

أحدهما: معناه لا فِدية ولا شفاعة للكافر.

الثاني: أن معنى قوله { لا بيع } أي لا تباع الذنوب ولا تشتري الجنة. ومعنى قوله { ولا خِلال } أي لا مودة بين الكفار في القيامة لتقاطعهم.

ثم فيه وجهان:

أحدهما: أن الخلال جمع خلة، مثل قِلال وقُلّة.

الثاني: أنه مصدر من خاللت خِلالاً، مثل قاتلت قِتالاً. ومنه قول لبيد:

خالت البرقة شركاً في الهدى   خلة باقية دون الخلل