قوله عز وجل: { وبرزوا لله جميعاً } أي ظهروا بين يديه تعالى في القيامة. { فقال الضعفاء } وهم الأتباع. { للذين استكبروا } وهم القادة المتبوعون. { إنا كُنّا لكم تبعاً } يعني في الكفر بالإجابة لكم. { فهل أنتم مغنون عَنّا مِن عذاب الله من شيء } أي دافعون عنا يقال أغنى عنه إذا دفع عنه الأذى، وأغناه إذا أوصل إليه النفع. { قالوا لو هَدانا الله لهديناكم } فيه ثلاثة أوجه أحدها: لو هدانا الله إلى الإيمان لهديناكم إليه. الثاني: لو هدانا الله إلى طريق الجنة لهديناكم إليها. الثالث: لو نجانا الله من العذاب لنجيناكم منه. { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيصٍ } أي من منجى أو ملجأ، قيل إن أهل النار يقولون: يا أهل النار إن قوماً جزعوا في الدنيا وبكوا ففازوا، فيجزعون ويبكون. ثم يقولون: يا أهل النار إن قوماً صبروا في الدنيا ففازوا، فيصبرون. فعند ذلك يقولون { سواءٌ علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص }.