الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } * { ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } * { ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }

{ الر كتاب أنزلناه إليك } يعني القرآن.

{ لتُخرِجَ الناسَ مِن الظلماتِ إلى النُّور } فيه أربعة أوجه:

أحدها: من الشك إلى اليقين.

الثاني: من البدعة إلى السنّة.

الثالث: من الضلالة إلى الهدى

الرابع: من الكفر إلى الإيمان

{ بإذن ربهم } فيه وجهان:

أحدهما: بأمر ربهم، قاله الضحاك.

الثاني: بعلم ربهم.

{ إلى صراط العزيز الحميد } فروى مِقْسم عن ابن عباس قال: كان قوم آمنوا بعيسى، وقوم كفروا به، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم آمن به الذين كفروا بعيسى، وكفر به الذين آمنوا بعيسى، فنزلت هذه الآية.

قوله عز وجل: { الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة } فيه وجهان:

أحدهما: يختارونها على الآخرة، قاله أبو مالك.

الثاني: يستبدلونها من الآخرة، ذكره ابن عيسى، والاستحباب هو التعرض للمحبة.

ويحتمل ما يستحبونه من الحياة الدنيا على الآخرة وجهين:

أحدهما: يستحبون البقاء في الحياة الدنيا على البقاء في الآخرة.

الثاني: يستحبون النعيم فيها على النعيم في الآخرة.

{ ويصدون عن سبيل الله } قال ابن عباس: عن دين الله.

ويحتمل: عن محمد صلى الله عليه وسلم.

{ ويبغونها غِوَجاً } فيه وجهان:

أحدهما: يرجون بمكة غير الإسلام ديناً، قاله ابن عباس.

الثاني: يقصدون بمحمد صلى الله عليه وسلم هلاكاً، قاله السدي.

ويحتمل وجهاً ثالثاً: أن معناه يلتمسون الدنيا من غير وجهها لأن نعمة الله لا تستمد إلا بطاعته دون معصيته.

والعِوَج بكسر العين: في الدين والأمر والأرض وكل ما لم يكن قائماً. والعوج بفتح العين: في كل ما كان قائماً كالحائط والرمح.