الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } * { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ }

قوله عز وجل: { الله يعلم ما تحمل كل أنثى } قال ابن أبي نجيح يعلم أذكر هو أم أنثى.

ويحتمل وجهاً آخر: يعلم أصالح هو أَم طالح.

{ وما تغيض الأرحام وما تزداد } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: { وما تغيض الأرحام } بالسقط الناقص { وما تزداد } بالولد التام، قاله ابن عباس والحسن.

الثاني: { وما تغيض الأرحام } بالوضع لأقل من تسعة أشهر، { وما تزداد } بالوضع لأكثر من تسعة أشهر، قاله سعيد بن جبير والضحاك. وقال الضحاك: وضعتني أمي وقد حملتني في بطنها سنتين وولدتني وق خرجت سني.

الثالث: { وما تغيض الأرحام } بانقطاع الحيض في الحمل { ما تزداد } بدم النفاس بعد الوضع. قال مكحول: جعل الله تعالى دم الحيض غذاء للحمل.

الرابع: { وما تغيض الأرحام } بظهور الحيض من أيام على الحمل، وفي ذلك نقص في الولد { وما تزداد } في مقابلة أيام الحيض من أيام الحمل، لأنها كلما حاضت على حملها يوماً ازدادت في طهرها يوماً حتى يستكمل حملها تسعة أشهر طهراً، قال عكرمة وقتادة.

الخامس: { وما تغيض الأرحام } من ولدته قبل { وما تزداد } من تلده من بعد، حكاه السدي وقتادة.

{ وكُلُّ شيءٍ عنده بمقدار } فيه وجهان:

أحدهما: في الرزق والأجل، قاله قتادة.

الثاني: فيما تغيض الأرحام وما تزداد، قاله الضحاك.

ويحتمل ثالثاً: أن كل شيء عنده من ثواب وعقاب بمقدار الطاعة والمعصية.