الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

قوله عز وجل: { ويستعجلونَكَ بالسيئة قَبْل الحسنة } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: يعني بالعقوبة قبل العافية، قاله قتادة.

الثاني: بالشر قبل الخير، وهو قول رواه سعيد بن بشير.

الثالث: بالكفر قبل الإجابة. رواه القاسم بن يحيى.

ويحتمل رابعاً: بالقتال قبل الاسترشاد.

{ وقد خلت من قبلهم المثلاتُ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: الأمثال التي ضربها الله تعالى لهم، قاله مجاهد.

الثاني: أنها العقوبات التي مثل الله تعالى بها الأمم الماضية، قاله ابن عباس.

الثالث: أنها العقوبات المستأصلة التي لا تبقى معها باقية كعقوبات عاد وثمود حكاه ابن الأنباري والمثلات: جمع مثُلة.

{ وإن ربك لذو مغفرةٍ للناس على ظُلمِهم } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: يغفر لهم ظلمهم السالف بتوبتهم في الآنف، قاله القاسم بن يحيى.

الثاني: يغفر لهم بعفوه عن تعجيل العذاب مع ظلمهم بتعجيل المعصية.

الثالث: يغفر لهم بالإنظار توقعاً للتوبة.

{ وإنّ ربّك لشديد العقاب } فروى سعيد ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند نزول هذه الآية: " " لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحد العيش، ولولا وعيده وعقابه لا تكل كل أحد. "