الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ } * { وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } * { وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } * { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ } * { سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ }

قوله عز وجل: { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنها الرحم التي أمرهم الله تعالى بوصلها.

{ ويخشون ربهم } في قطعها { ويخافون سُوءَ الحساب } في المعاقبة عليها، قاله قتادة.

الثاني: صلة محمد صلى الله عليه وسلم، قاله الحسن.

الثالث: الإيمان بالنبيين والكتب كلها، قاله سعيد بن جبير.

ويحتمل رابعاً: أن يصلوا الإيمان بالعمل.

{ ويخشون ربهم } فيما أمرهم بوصله.

{ ويخافون سوءَ الحساب } في تركه.

قوله عز وجل: { ويدرءُون بالحسنة السيئة } فيه سبعة تأويلات:

أحدها: يدفعون المنكر بالمعروف، قاله سعيد بن جبير.

الثاني: يدفعون الشر بالخير، قاله ابن زيد.

الثالث: يدفعون الفحش بالسلام، قاله الضحاك.

الرابع: يدفعون الظلم بالعفو، قاله جويبر.

الخامس: يدفعون سفه الجاهل بالحلم، حكاه ابن عيسى.

السادس: يدفعون الذنب بالتوبة، حكاه ابن شجرة.

السابع: يدفعون المعصية بالطاعة.

قوله عز وجل: { سلام عليكم بما صبرتم } فيه ستة تأويلات:

أحدها: معناه بما صبرتم على أمر الله تعالى، قاله سعيد بن جبير.

الثاني: بما صبرتم على الفقر في الدنيا، قاله أبو عمران الجوني.

الثالث: بما صبرتم على الجهاد في سبيل الله، وهو مأثور عن عبدالله بن عمر.

الرابع: بما صبرتم عن فضول الدنيا، قاله الحسن، وهو معنى قول الفضيل بن عياض.

السادس: بما صبرتم عما تحبونه حين فقدتموه، قاله ابن زيد.

ويحتمل سابعاً: بما صبرتم على عدم اتباع الشهوات.

{ فنعم عقبى الدار } فيه وجهان:

أحدهما: فنعم عقبى الجنة عن الدنيا، قاله أبو عمران الجوني.

الثاني: فنعم عقبى الجنة من النار، وهو مأثور.