الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّـآ إِذاً لَّظَالِمُونَ }

قوله عز وجل: {... يا أيها العزيز إن له أباً شيخاً كبيراً } لكن قالوا ذلك ترقيقاً واستعطافاً وفي قولهم { كبيراً } وجهان:

أحدهما: كبير السن.

الثاني: كبير القدر لأن كبر السن معروف من حال الشيخ.

{ فخذ أحدنا مكانه } أي عبْداً بدله.

{ إنا نراك من المحسنين } فيه وجهان:

أحدهما: نراك من المحسنين في هذا إن فعلت، قاله ابن إسحاق.

الثاني: نراك من المحسنين فيما كنت تفعله بنا من إكرامنا وتوفية كيلنا وبضاعتنا.

ويحتمل ثالثاً: إنا نراك من العادلين، لأن العادل محسن.

فأجابهم يوسف عن هذا { قال معاذَ الله أن نأخذ إلا من وجَدْنا متاعنا عنده إنَّا إذًا لظالمون } إن أخذنا بريئاً بسقيم، وفيه وجه ثان: إنا إذاً لظالمون عندكم إذا حكمنا عليكم بغير حكم أبيكم أن من سرق استُرِقّ.