الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } * { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله عز وجل: { وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد... } يعني لا تدخلوا مصر من باب واحد، وفيه وجهان:

أحدها: يعني من باب واحد من أبوابها.

{ وادخلوا من أبواب متفرقة } ، قاله الجمهور.

الثاني: من طريق واحد من طرقها { وادخلوا من أبواب متفرقة } أي طرق، قاله السدي.

وفيما خاف عليهم أن يدخلوا من باب واحد قولان:

أحدهما: أنه خاف عليهم العين لأنهم كانوا ذوي صور وجمال، قاله ابن عباس ومجاهد.

الثاني: أنه خاف عليهم الملك أن يرى عددهم وقوتهم فيبطش بهم حسداً أو حذراً، قاله بعض المتأخرين.

{ وما أغني عنكم من الله من شيءٍ } أي من أي شيء أحذره عليكم فأشار عليهم في الأول، وفوض إلى الله في الآخر.

قوله عز وجل: { ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيءٍ } أي لا يرد حذر المخلوق قضاءَ الخالق.

{ إلاَّ حاجة في نفس يعقوب قضاها } وهو حذر المشفق وسكون نفس بالوصية أن يتفرقوا خشية العين.

{ وإنه لذو علم لما علمناه } فيه ثلاثة أوجه.

أحدها: إنه لعامل بما علم، قاله قتادة.

الثاني: لمتيقن بوعدنا، وهو معنى قول الضحاك.

الثالث: إنه لحافظ لوصيتنا، وهو معنى قول الكلبي.