الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } * { قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ }

قوله عز وجل: { فلمّا رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا مُنِعَ مِنّا الكيل } واختلفوا في نزلهم الذي رجعوا إليه إلى أبيهم على قولين:

أحدهما: بالعربات من أرض فلسطين.

الثاني: بالأولاج من ناحية الشعب أسفل من حمس، وكان صاحب بادية له شاءٌ وإبل.

{ قالوا يا أبانا منع منا الكيل } أي سيمنع منا الكيل إن عدنا بغير أخينا لأن ملك مصر ألزمنا به وطلبه منا إما ليراه أو ليعرف صدقنا منه.

{ فأرسل معنا أخانا نكتَل } أي إن أرسلته معنا أمكننا أن نعود إليه ونكتال منه.

{ وإنا له لحافظون } ترغيباً له في إرساله معهم. فلم يثق بذلك منهم لما كان منهم في يوسف.

{ قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل } لأنهم ضمنوا له حفظ يوسف فأضاعوه، فلم يثق بهم فيما ضمنوه.

{ فالله خير حافظاً } قرأ حمزة والكسائي وحفص { حافظاً } يعني منكم لأخيكم.

{ وهو أرحم الراحمين } يحتمل وجهين: أحدهما: أرحم الراحمين في حفظ ما استودع.

والثاني: أرحم الراحمين فيما يرى من حزني.