قوله عز وجل: { فلمّا رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا مُنِعَ مِنّا الكيل } واختلفوا في نزلهم الذي رجعوا إليه إلى أبيهم على قولين: أحدهما: بالعربات من أرض فلسطين. الثاني: بالأولاج من ناحية الشعب أسفل من حمس، وكان صاحب بادية له شاءٌ وإبل. { قالوا يا أبانا منع منا الكيل } أي سيمنع منا الكيل إن عدنا بغير أخينا لأن ملك مصر ألزمنا به وطلبه منا إما ليراه أو ليعرف صدقنا منه. { فأرسل معنا أخانا نكتَل } أي إن أرسلته معنا أمكننا أن نعود إليه ونكتال منه. { وإنا له لحافظون } ترغيباً له في إرساله معهم. فلم يثق بذلك منهم لما كان منهم في يوسف. { قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل } لأنهم ضمنوا له حفظ يوسف فأضاعوه، فلم يثق بهم فيما ضمنوه. { فالله خير حافظاً } قرأ حمزة والكسائي وحفص { حافظاً } يعني منكم لأخيكم. { وهو أرحم الراحمين } يحتمل وجهين: أحدهما: أرحم الراحمين في حفظ ما استودع. والثاني: أرحم الراحمين فيما يرى من حزني.