الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ }

قوله عز وجل: { حتى إذا استيأس الرسل } فيه وجهان:

أحدهما: من قولهم أن يصدقوهم، قاله ابن عباس.

الثاني: أن يعذب قومهم، قاله مجاهد.

ويحتمل ثالثاً: استيأسوا من النصر.

{ وظنوا أنهم قد كذبوا } في { كذبوا } قراءتان:

أحدهما: بضم الكاف وكسر الذال وتشديدها، قرأ بها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر، وفي تأويلها وجهان:

أحدهما: يعني أن قومهم ظنوا أن الرسل قد كذّبوهم، حكاه ابن عيسى.

والقراءة الثانية { كُذِبوا } بضم الكاف وتخفيف الذال، قرأ بها الكوفيون، وفي تأويلها وجهان:

أحدهما: فظن اتباع الرسل أنهم قد كذبوا فيما ذكروه لهم.

الثاني: فظن الرسل أن ابتاعهم قد كذبوا فيما أظهروه من الإيمان بهم.

{ جاءهم نصرنا } فيه وجهان:

أحدهما: جاء الرسل نصر الله تعالى، قاله مجاهد.

الثاني: جاء قومهم عذاب الله تعالى، وهو قول ابن عباس.

{ فنجي من نشاءُ } قيل الأنبياء ومَن آمن معهم.

{ ولا يُرَدُّ بأسُنا عن القومِ المجرمين } يعني عذابنا إذا نزل بهم.