الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَٰمِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَٰذِبٌ وَٱرْتَقِبُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } * { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } * { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ }

قوله عز وجل: { ويا قوم اعملوا على مكانتكم } فيه وجهان:

أحدهما: على ناحيتكم، قاله ابن عباس.

الثاني: على تمكنكم، قاله ابن عيسى.

وقوله { اعملوا } يريد ما وعدوه من إهلاكه، قال ذلك ثقة بربة.

ثم قال جواباً لهم فيه تهديد ووعيد { إني عاملٌ سوف تعلمون } فيه وجهان: أحدهما: تعلمون الإجابة. الثاني: عامل في أمر من يأتي بهلاككم ليطهر الأرض منكم، وسترون حلول العذاب بكم.

{ من يأتيه عذابٌ يخزيه } قال عكرمة: الغرق.

وفي { يخزيه } وجهان:

أحدهما: يذله.

الثاني: يفضحه.

{ ومن هو كاذب } فيه مضمر محذوف تقديره: ومن هو كاذب يخزى بعذاب الله، فحذفه اكتفاء بفحوى الكلام.

{ وارتقبوا } أي انتظروا العذاب.

{ إني معكم رقيب } يحتمل وجهين:

أحدهما: إني معكم شاهد.

الثاني: إني معكم كفيل.

وفيه وجه ثالث: إني منتظر، قاله الكلبي.