الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } * { وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ }

قوله عز وجل: { ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي } في { يجرمنكم } تأويلان:

أحدهما: معناه لا يحملنكم، قاله الحسن وقتادة.

والثاني: معناه لا يكسبنكم، قاله الزجاج.

وفي قوله { شقاقي } ثلاثة تأويلات:

أحدها: إضراري، قاله الحسن.

الثاني: عداوتي، قاله السدي ومنه قول الأخطل:

ألا من مبلغ قيساً رسولاً   فكيف وجدتم طعمَ الشقاق
الثالث: فراقي، قاله قتادة.

{ أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوحٍ } وهم أول أمة أهلكوا بالعذاب.

{ أو قوم هودٍ أو قوم صالحٍ وما قوم لوطٍ منكم ببعيدٍ } فيه وجهان:

أحدهما: يعني بعد الدار لقربهم منهم، قاله قتادة.

الثاني: بعد العهد لقرب الزمان.

ويحتمل أن يكون مراداً به قرب الدار وقرب العهد.

وقد أهلك قوم هود بالريح العاصف، وقوم صالح بالرجفة والصيحة، وقوم لوط بالرجم.