الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ } * { فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } * { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ } * { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } * { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ }

قوله عز وجل: { وأخذ الذين ظلموا الصيحةُ } فيها ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن جبريل عليه السلام صاح بهم.

الثاني: أن الله تعالى أحدثها في حيوان صاح بهم.

الثالث: أن الله تعالى أحدثها من غير حيوان.

{ فأصبحوا في ديارهم جاثمين } لأن الصيحة أخذتهم ليلاً فأصبحوا منها هلكى. { في ديارهم } فيه وجهان:

أحدهما: في منازلهم وبلادهم، من قولهم هذه ديار بكر وديار ربيعة.

الثاني: في دار الدنيا لأنها دار لجميع الخلق.

وفي { جاثمين } وجهان:

أحدهما: مبيتين، لأن الصحية كانت بياتاً في الليل، قاله عبد الرحمن بن زيد. الثاني: هلكى بالجثوم.

وفي الجثوم تأويلان:

أحدهما: أنه السقوط على الوجه.

الثاني: أنه القعود على الرُّكب.

قوله عز وجل: { كأن لم يغنوا فيها } فيه وجهان:

أحدهما: كأن لم يعيشوا فيها.

الثاني: كأن لم ينعموا فيها.

{ ألا إنَّ ثمود كفروا ربهم } فيه وجهان:

أحدهما: كذبوا وعيد ربهم. الثاني: كفروا بأمر ربهم.

{ ألا بُعْداً لثمود } فقضى عليهم بعذاب الاستئصال فهلكوا جيمعاً إلا رجلاً منهم وهو أبو رمحان كان في حرم الله تعالى فمنعه الحرم من عذاب الله تعالى.