الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } * { إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ }

قوله عز وجل: { ولو شاء ربُّك لجعل الناس أمّةً واحدةً } فيه وجهان:

أحدهما: على ملة الإسلام وحدها، قاله سعيد بن جبير.

الثاني: أهل دين واحد، أهل ضلالة وأهل هدى، قاله الضحاك.

{ ولا يزالون مختلفين إلا من رَحِمَ ربّك } فيه ستة أقاويل:

أحدها: مختلفين في الأديان إلا من رحم ربك من أهل الحق، قاله مجاهد وعطاء.

الثاني: مختلفين في الحق والباطل إلا من رحم ربك من أهل الطاعة، قاله ابن عباس.

الثالث: مختلفين في الرزق فهذا غني وهذا فقير إلا من رحم ربك من أهل القناعة. قاله الحسن.

الرابع: مختلفين بالشقاء والسعادة إلا من رحم ربك بالتوفيق.

الخامس: مختلفين في المغفرة والعذاب إلا من رحم ربك بالجنة.

السادس: أنه معنى مختلفين أي يخلف بعضهم بعضاً، فيكون من يأتي خلفاً للماضي لأن سوءاً في كل منهم خلف بعضهم بعضاً، فاقتتلوا ومنه قولهم: ما اختلف الجديدان، أي جاء هذا بعد ذاك، قاله ابن بحر.

{ ولذلك خلقهم } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: للاختلاف خلقهم، قاله الحسن وعطاء.

الثاني: للرحمة خلقهم، قاله مجاهد.

الثالث: للشقاء والسعادة خلقهم، قاله ابن عباس.

الرابع: للجنة والنار خلقهم، قاله منصور بن عبد الرحمن.